نظمت جمعية الإتحاد لحماية الأحداث في لبنان يوم أمس الجمعة 31 أيار/مايو، ندوة توعوية تحت عنوان "أطفالنا والأمان على مواقع التواصل الإجتماعي" بالتعاون مع بلدية الشويفات وأدارت الندوة رئيسة جمعية الإتحاد لحماية الأحداث في لبنان أميرة سكر، ومحاضرين هما العميد السابق وقائد الشرطة القضائية أنور يحيى ومساعد رئيس مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية وحماية الملكية الفكرية الرائد المهندس د. أيمن تاج الدين، وبحضور مواطنين/ات وناشطين/ات وحقوقيين من بلدة الشويفات والبلدات المحيطة، وذلك في قاعة مكتبة الأمير شكيب أرسلان في بلدة الشويفات في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، بهدف توعية الأسر والمجتمع والمدارس والأساتذة حول كيفية حماية الأطفال والأحداث من الأخطار المتعلقة باستخدام الإنترنت.
وتناول العميد أنور يحيى مهام الأمن الداخلي بشقيها وأولها الضابطة الإدارية التي تعمل على الوقاية من الجرائم وقبل وقوعها، عبر عناصر الدرك والمخبرين، وتسيير الدوريات والتعاون مع الشرطة البلدية وحراس الليل، والثانية، الضابطة العدلية التي تعمل بإشراف النيابة العامة أو الجنائية أو التمييزية للتحقيق في الجرائم واستجواب المتهمين وأخذ الإفادات من الشهود، حيث تناول التحديات التي تواجه الأمن الداخلي بسبب الأزمة الإقتصادية لجهة عدم وجود التمويل اللازم والكافي ما أدى تسرب العناصر وعدم وجود التطوع وغيرها، بالإضافة إلى نشأة مكتب جرائم المعلوماتية وحماية الملكية الفكرية، والتي كانت أولى الملفات التي عملت عليها نسخ أقراص مضغوطة تحتوي أغاني للسيدة فيروز وتباع بسعر رخيص، وتم توقيف المتهم آنذاك، حيث كانت تعمل على حماية الملكية الفكرية في البداية لتتطور مع العصر التقني إلى مكتب متخصص للتحقيق في التجاوزات على الإنترنت، كما تناولت الندوة العديد من المبادئ المتبعة في أساليب التحقيق المتبعة مع الموقوفين داخل الضوابط العدلية ومراكز الأمن العام والجهات المتخصصة بالدولة، والتي تتطلب استجواب المتهم مع تسجيل فيديو وبحضور محام، وحتى عند امتناع المتهم عن توكيل محام، والتي لم تطبق حتى الآن، وأن القوانين والعقوبات لا يمكنها متابعة التطور التقني الحاصل في الإنترنت، وليس في لبنان فحسب، بل حتى في أميركا، وفي أكبر جهاز امني في العالم وهو الـ FBI، فلا يمكنهم مجاراة سرعة هذا التطور سواء في المراسيم أو القوانين الرادعة للتجاوزات.
ولجهة مجاراة التطور التقني ووسائل التواصل الإجتماعي ومواقع الإنترنت، أكد المهندس الدكتور أيمن تاج الدين، أنه لا يمكن مواجهة هذا التطور بل التعايش معه، خصوصا وأن الأجيال الجديدة متمكنة ولديها معرفة كبيرة في هذا المجال وتضاهي الفئات العمرية للأهل، مع التأكيد على الوعي والثقة بين أفراد الأسرة والمحافظة على القيم بهدف ردع التجاوزات، مشيرا وبالأمثلة على قصص نجاح في توقيف بعض الأشخاص الذين قاموا بابتزاز ضحايا وردعهم ولو بعد سنوات، لأن شخص تقدم وبلغ، بينما خاف آخرون من التبليغ.
وعرض تاج الدين إحصاءات عالمية حول مستخدمي الإنترنت في لبنان والعالم، حيث وصلت النسبة في العالم إلى 57.7 بالمئة ، أما مستخدمي الهواتف الذكية فبلغ عددهم 5.7 مليار نسمة، بينما 66 بالمئة من سكان العالم يستخدمون الإنترنت، بينهم 62% يستخدمون وسائل التواصل الإجتماعي على أنواعها، أما بالنسبة لعدد ساعات استخدام الإنترنت يوميا، فهي بمعدل 6 ساعات و40 دقيقة، ومعظمها ليست بهدف الدراسة أو الثقافة، بل للترفيه وارتياد وسائل التواصل الإجتماعي والتعارف، وبالنسبة لمواقع الموسيقى والتثقيف، فإنه في الدقيقة الواحدة هناك 700 ألف ساعة يوتيوب، و6 مليون دقيقة اجتماعات على تطبيق "الزوم"، وعرض للحسابات الوهمية على وسائل التواصل الإجتماعي على موقع الفيسبوك مثلا هناك 11 ألف حساب وهمي يتم إزالتها كل دقيقة.
كما تناول تاج الدين إرتفاع عدد الشكاوى والمحاضر والتوقيفات في لبنان في السنوات الأخيرة، ووصول عدد الشكاوى ومن كافة الفئات العمرية للمكتب المركزي إلى 4100 شكوى سنويا ، ووصول عدد الموقوفين في الجرائم هذه إلى 300 سنة من 50 قبل 4 سنوات، ويعود هذا ليس إلى تزايد هذه الجرائم فحسب، بل أن زيادة الوعي ساهمت بمواجهة كثيرين خوفهم والتبليغ.
وعرضت بعدها سكر لنشأة جمعية الإتحاد لرعاية الأحداث، وأنها من أقدم الجمعيات في لبنان حيث أنشئت في العام 1936، وهي جمعيّة ذات منفعة عامة تعمل لصالح الأحداث الذين يشكون من اضطرابات أخلاقية أو مصاعب مع محيطهم أو هم على خلاف مع العدالة والأنظمة والقوانين ويحتاجون بالتالي إلى مراقبة ووقاية وعناية، ويشمل العمل الاجتماعي في الجمعيّة : الوقاية، الحماية، الاصلاح والتأهيل.
